NewsToday

مع الوقت | يزيد . نت

مع الوقت

تفكر .. ” الى اين نمضى !!؟”
لم تعد هذه هي المدن التي عرفت ذات طفولة، لم يعد السفر رحلة لعالم متقدم و فرص قد تتعلم منها الكثير.
لم تعد تشعر بانتماء، و هذا الكوكب يحيطها بغربة لا تنتهي بدء بما يحيطها حتى وجهها في المرآة.
هي “بقايا” تدل على أن المكان هو المكان، معالم و مباني و اسماء شوارع و طرق تاهت بها الخطى و ازدحمت بها الذكريات.
لم يعد “التأنق” لعبتها التي احبت ذات يوم، و واجهات المحلات تصيبها بالنفور، فهي لا تحمل من خطوط المصممين الذين كانت تحب و تعرف سوى اسمائهم على الواجهات التي افرطت في التأنق و تشابهت في المحتوى رغم اختلاف الاسماء !!
ترى الاحذية و التيشيرتات و كل ما كان يباع في اسواق الطبقات المتوسطة و اقل، يغرق هذه المحلات مع اضافة اسم “الماركات”، و ترى ابناء الطبقة المتوسطة و من اقل تزدحم بهم هذه الدكاكين، يبحثون لهم عن موقع في “عالم الموضة” و ليس الاناقة، يريدون ان يجدوا لهم موقع في سلم اجتماعي هش بات يحكم على الناس بالقشور.
في الماضي كانت تبني “مجموعتها” قطعة من هنا و اخرى من هناك، و كان عمر الموضة اطول، اضافة الى قطع كلاسيكية جيدة الخامات لا تخرج عن سياق الاناقة و لا تبطل، كانت تنفق دون ان ترتبك حياتها المالية و تصرف من فائض، و اليوم تشعر بالحزن و هي ترى الآخر يضع كل رأس ماله في قطع قد تفني في اقل من ثلاثة اشهر بل و قد يستدين، ترى ازدحام به تفضل ان تقبع بالزاوية ترقب هذه “الفوضى” على كافة النطاقات.
تتسائل .. و ان اشتريت من الجديد .. اين تلك الحفلات، و الاصدقاء، و الناس، و الى اين سوف اذهب .. فالبيوت المفتوحة مع الامراض و الحروب و الميكروبات في الصحة و الاقتصاد.. اقفلت ابوابها و اكتفت باتصال هاتفي للتواصل او رسالة بلا صوت معبر او شعور.
اخواتها اللواتي كانت تزدحم اجسامهم امام المرآة معها في تلك الليالي الحافلة تلاشوا .. و شاخ بعضهم او توفى.
انه ليس عالم ” ابيهم” هو عالم جديد تداخلت به القارات و المحيطات بشكل قلل من الجماليات في الاشياء و اخفى التباين المحمود و المريح و الذي بوجوده تزداد الاشياء الجميلة جمالا.
لم تعد تلمح “صبايا” هنا و كأن مرحلة “الصبا” سرقت، و عمليات التجميل التي ترى هي “تغيير” و عدم رضا اكثر من كونه تعديل لشئ قائم، انتفاخات منفرة ، و عدم تناسق فاحش الانتشار، حتى ترى في احيان كثيرة “هوة” كبيرة بين الشخص و كلامه و لبسه و افكاره التي يتبنى و طباعه التي تعرف مع الوقت .
تشعر بانزعاج داخلي و خارجي ، يدفعها اخر اليوم مبكرا الى منزلها الذي يشبهها و تراه “ثابت” في زمن متغير، رغم التشققات، و الطلاء الذي يحتاج اعادة، و بعض “الخرابات” التي تأتي مع الوقت.
هو الوقت حين عبر و مضى اتى بوجوه لا تعرفها، ارواح خالية من مبادئ انسانية تؤمن بها من كثرة ما نادى بها العالم في جميع مؤسساته و منظماته و هيئاته، اعجابها بكل تلك الهياكل تلاشى حين اتى الوقت الذي ادركت به ان ما كان ذرات طحين تناثرت و من الصعب جمعها اليوم، خاصة و أن من يعملون و يستفيدون لا يرغبون بالتعديل، و يدركون ان فرصهم في ظروف كهذه افضل ماديا و ليس معنوياً و تتناسب جدا مع اجندتهم.
تزدحم بداخلها الاحاديث لكن لا “زيزي” و لا “كوليت” و لا احد هنا من صديقاتها اللواتي مع الوقت خسرتهن بقدوم “صديقات” جدد لم تكن تنقصهم الحيلة و المكر في فك روابط اخذت من العمر اجمل سنواته.
الايام الخوالي و حديث “الاسرة” المسترسل تبدل و بات الى “النقطة” مباشرة .. ” سوف تباع ارض مشتركة أو بيت، نحتاج لبت في موضوع، او سوف توزع ارباح .. الخ”، و كأن ذلك الحضن الذي تعرف بات مجلس ادراة، الكل يكبر من حولها و لكن لا يكبر معها، لا تعرف تفاصيلهم كالسابق، و ماذا يحبون، لا لقاء عفوي يأتي، او باب يفتح بغتة، لا امسية جميلة تأتي كالسابق دونما تخطيط، بات اغلب ما يربطهم انهم يحملون الاسم ذاته.
ترقب شاشة هاتفها امام شاشة التلفاز، تنفث سجائرها و تغرق بعاداتها القديمة التي تمقت، و تتأمل المشهد دون ان تنتمي له!

~ بواسطة يزيد في يونيو 5, 2022.

Source link

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button