NewsToday

هذا القلب | يزيد . نت

هذا القلب

كلما تأملتُ أحواله، دهشتُ من قدراته على التكيّف، والتحمّل، والتجاوز؛ فمهما اضطربت خفقاته يعود للانتظام، ومهما أحاط به من ظروف يتفاعل معها وفيها، تجده بعد برهة يجنحُ للسكون وللسلام.
مرهقٌ، يتعرّضُ للانقباض، والعقل يحيطهُ بالمواقف المُتَخيّلة، والافتراضات المريبة، ويُشعلُ أحاسيسه ومشاعره.
تلكَ المشاعر التي تعيشُ بتباين في أعماق أعماقه، فيفرح ويحزن، ويغضب ويرضى في ذات اللحظة، ونفس الوقت.
يُعاني، ويُرفّه عن الناس. يتمزّق، ويجمع شتاتَ الآخرين. يتفانى إن أحبّ، ولديه من الحدس الكثير. قلبٌ يؤمنُ أن بعد كل مساء مظلم نهارًا، ويوقنُ أنّ الفجر حقيقة، وأنّ المحبة خلاصٌ.

قلبٌ يُزهرُ كوردة إن سُقيا بحسن النوايا، طابت السجايا، وتغيّرت أحواله.
قلبٌ إن جنحَ للشكّ، والظلم، والعُجب، والكِبْر ضاع، وأضاع الكثير من ذاته، وعلاقاته، وأيام حياته.
قلبٌ ندعو لهُ، ونقول: ” يامُقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك “
قلبٌ نحيا بهِ، ويحيا بداخله الآخرون. قلبٌ مهما بدا متعبًا، قادرًا على أن يقاوم، ويتحدّى الظروف والسنين.
قلبٌ وإن تقلّبَ في الدنيا، يدركُ أنّ كلّ السبلِ تؤدي إليهِ … إلى خالقه الذي منه وبه يستجدي الطمأنينة التي ينشد، والتي لا يمنحها لنا سواه.
قلبٌ يدركُ بعد وقت أبعاد العلاقات، وهشاشة الكون، وطبيعة الحياة.
قلبٌ يعطي لكي يعيش، لا لكي يأخذ، يمنحُ لكي ينجو …، والنجاة في العطاء وبذل الجهد.
اللهم اغمر قلوبنا بالمحبة والرضا، ونجّنا فلا منجى سواك.

~ بواسطة يزيد في يونيو 12, 2021.

Source link

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button